ندوة ثقافية تتناول كتاب: سجل القادة والثوار والمتطوعين لثورة 1936– 1939

عقد مساء اليوم السبت ندوة ثقافية ناقشت بإسهاب كتاب الباحثين د.مصطفى كبها والدكتور نمر سرحان الذي حمل عنوان “سجل القادة والثوار والمتطوعين لثورة 36 – 39.”

عقدت الندوة, التي نظمت بمبادة ورعاية صحيفة “الجريدة” والمركز الجماهيري البلدي, في بناية المركز الجماهيري في مدينة ام الفحم . هذا وقد تولى عرافة الندوة رئيس تحرير صحيفة “الجريدة” السيد محمود توفيق محاميد الذي رحب بالحضور وأثنى على مشاركتهم وسط تأكيده على أن “الجريدة” ستأخذ على عاتقها سوية مع بعض الأطراف ازْرَ الدفع بالعجلة الثقافية في أم الفحم . وكانت الكلمة الأولى من نصيب بلدية أم الفحم التي ألقاها نائب رئيس البلدية السيد ايمن سليمان والذي أثنى على عمل الدكتور مصطفى كبها. كما وأكد على أهمية توثيق الرواية الشفوية الفلسطينية في دحض الروايات الصهيونية التي بثت إشاعات مفادها أن العرب قد خرجوا من البلاد لمجرد “الطقطقة على التنك”, منكرين بذلك حجم الجرائم التي اقترفت عام 1948.

من جانبه, رحب الدكتور مصطفى كبها بالحضور والمنظمين. وقد أعطى الدكتور كبها نبذه قصيرة عن الكتاب وتحدث عن الخطوط العريضة للثورة. وقال الدكتور مصطفى أن العمل في هذا الكتاب استغرق مدة 10 سنوات من العمل المضني والشاق تخلله الكثير من العقبات كان أبرزها انتفاضة الأقصى التي قطعت الطرق وصعبت التواصل الجغرافي بينه وبين القرى الفلسطينية في الضفة الغربية  وبينه وبين زميله الدكتور نمر سرحان المنحدر من قرية السنديانه المهجرة. وشهبه الدكتور مصطفى كتابة هذا الكتاب “كالسائر بحقل من الأشواك والألغام”, مشيرا إلى حساسية بعض القضايا والمسائل سيما المتعلقة بالخصومات البلدانية ( بين البلدان ) و العائلية والتي يعود رواسبها إلى ثورة ال36. وأعطى الدكتور مصطفى كبها مثالا حيا عن إعدام احد قادة الثورة وهو احمد الفارس الذي كان احد ابرز أعضاء مجموعة “الكف الأسود” التي كانت متخصصة بقتل وتصفية العملاء والسماسرة, والذي  اعدم في كفر قرع وكيف آن أهالي أم الفحم شَكوا في أن أهل كفر قرع كان لهم يدٌ بالإيقاع بأحمد الفارس علما انه أوضح أن التحقيقات والروايات التاريخية قد فندت هذه المزاعم, وان الوشاية جاءت من طولكرم.

وانتقل الدكتور مصطفى كبها للحديث مراحل الثورة التي بدأت بالعصيان المدني لمدة ستة شهور متواصلة, هذه الفترة التي اصطحبت بضغط عسكري كبير على القوات المنتدبة وأعوانها, كما وأشار الباحث إلى دور المتطوعين العرب الذين جاءوا مع فوزي القاوقجي وقال أن هذه القوات خاضت أربعة معارك ومن ثم خرجت.

وجاءت المرحلة الثانية التي تمثلت بانتظار توصيات لجنة بيل ومن ثم المرحلة الثالثة التي تمثلت بالمد بالثورة لان الفلسطينيين رفضوا توصيات لجنة بيل , ثم الفترة الرابعة وهي مرحلة ما اصطلح عليه “بفصائل السلام” التي شهدت الاحتراب الداخلي ومن ثم استنزاف الثورة.

وفي جانب آخر مهم من الكتاب, تحدث كبها عن تطرق الكتاب للسير الذاتية للثوار وقال أن في الثورة اشترك ما يقارب من 14 ألف شخص بين ثائر ومتطوع ومساعد لوجستي.

كما المح الباحث إلى الدور الريادي والمركزي للعنصر النسائي في الثورة وقال كبها أن نساء فلسطين كن “شقائق الرجال” في الثورة, حيث حملن السلاح وقدمن الدعم اللوجستي للثوار.

وشهدت نهاية الأمسية تفاعلا ونقاشا كبيرا من جانب الجمهور الذي ركز على دور وادي عاره وأم الفحم في الثورة. وفي هذا السياق أشار الدكتور مصطفى كبها إلى ا ن أم الفحم وحدها قد قدمت 19 شهيدا في الثورة .

الاتاحة נגישות