في يومه الثاني لا يزال معرض الكتاب الذي يقيمه المركز الجماهيري – أم الفحم يستقطب الوفود والحضور المتنوع من كافة الشرائح العمرية في المدينة، حيث وصل عدد رواد المعرض في هذا اليوم (الثلاثاء) حتى الساعة الخامسة عصراً إلى ما يزيد عن 1500 زائر منهم 800 طالب وطالبة من مدرسة الخيام الإبتدائية، المدرسة الأهلية، مدرسة ابن سينا الإبتدائية ومدرسة إبن خلدون الإبتدائية. وقد لوحظ اليوم الحضور البارز من فئات الشباب، المثقفين، أطباء، مهندسين وموظفين من شتى المجالات بالإضافة إلى أصحاب هواية المطالعة والمهتمين بالقراءة. وكان معرض الكتاب الذي يحمل إسم “نحو جيل قارئ” قد شهد اليوم حراكاً شديداً ومتواصلاً على مدار اليوم قضى فيه رواد المعرض أوقات جميلة وثمينة متنقلين بين الزوايا المتنوعة مبحرين بين الكتب والعناوين والصفحات مستمتعين بالتنقل من كتاب إلى كتاب سابحين في بحور الأفكار والعلوم التي تسمو بالنفوس وتثري العقول، فكانوا كالنحل الذي يحط على الزهور ليختار أجودها رحيقاً وعبقاً ليحملها معه، وهطذا كان زوارنا، يتنقلون من من كتاب إلى كتاب باحثين عما يثير إهتمامهم فيختارون أفضل من يناسبهم ويحملونه معهم ليكون رفيقهم الدائم خلال المطالعة وخلال أسفارهم بين الأفكار والصفحات.
وتتويجاً لهذا اليوم المميز بدأت في تمام الساعة الخامسة مساءاً فعاليات الندوة الثقافية الأدبية التي دار فحواها حول موضوعين إثنين، الأول هو ذكرى مجزرة كفر قاسم حيث قام الشيخ عبدالله بدير، أحد الناجين من المجزرة بسرد احداث المجزرة حيث كان عمره 11 عاما وروى للحضور قصة المجزرة وكيف طلب منه ان يقوم باخبار الفلاحين بقرار منع التجول ، ومن ثم هروبه ووصف كيف عايش الألم واحزان المجزرة التي لا زالت صورها تتردد في ذهنه حتى يومنا هذا، والموضع الثاني هي فقرة أدبية وشعرية قدمها الشاعر خالد إغبارية الذي قرأ قصيدة من تأليفه تتناول المجزرة، ثم قام بقراءة عدد من آخر قصائدة الحديثة من ديوانه “خيوط العنكبوت”، وقد صدح الشاعر خالد إبارية وأتحف الحضور ببديع الكلمات وروعة الإلقاء الشعري المميز الذي أسر الحضور وجذبهم سحر المعاني والكلمات المحلقة في أجواء المكان، وقد كانت البداية مع مجزرة كفر قاسم التي راح ضحيتها 49 شهيداً من بينهم الرجال، النساء والأطفال، حيث افتتحت الندوة بوقوف جميع الحضور وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، ليتم بعدها عرض فيلم وثائقي يروي أحداث المجزرة ويجمع شهادات حية من أناس عاصروا تلك الأحداث وشاهدوها ليروها لنا اليوم بتفاصيلها. وبنهاية الندوة شكر السيد محمد صالح اغبارية – مدير المركز الجماهيري الشيخ عبد الله بدير والاستاذ يونس جبارين الناشط الادبي على دعمه لهذه النشاطات والفعاليات الادبيه.
هذا، ومن الجدير بالذكر أن المعرض مستمر بإستقبال الزوار حتى مساء يوم الخميس، وفعاليات المعرض مستمرة بكل ما هو جديد، حيث سيكون غداً من ضمن فعاليات المعرض فقرة الحكواتي وسرد القصة لطلاب الروضات بالإضافة للزيارات المستمرة لطلاب المدارس حيث سيحل ضيفاً على المعرض غداً كل من طلاب مدرسة الباطن الإبتدائية، ومدرسة الخنساء الإبتدائية، ومجموعة من طلاب مدرسة المتنبي ومدرسة قحاوش الابتدائيتان. وبهذه المناسبة ندعو الجميع لزيارة المعرض فحضوركم يساهم في المسيرة لتحقيق شعار “نحو جيل قارئ” ويعود بالفائدة عليكم وعلى أبنائكم، فلا تفوتوا هذه الفرصة المميزة للتزود بالعلم والثقافة التي ترتقي بمجتمعنا.