تحت عنوان “يا وطن – بوح فرشاة ومسامات روح” – الجماهيري يحتضن معرضاً فنياً للفنانة برية

إنه الوطن، الذي لا يغادر فكرنا، ولا يتوقف عنه حنيننا المتواصل إليه، فنعيش نستذكر حكاياه وقصصه، ونحفر في الذاكرة كل أماكنه بجباله وسهوله وأشجاره وبحاره، ونتنقل بين حنايا وزوايا الذاكرة، كحبات مسبحة تتقلب بيد عابد، لا يكاد ينتهي من الدوران فيه حتى يعود من جديد.

هذه هي الكلمات التي تتوارد إلى ذهنك فور زيارتك لمعرض الفنانة نجية برية، بنت قرية الفرديس، التي آثرت أن تلتزم الصمت بينما تتألق بيدها الريشة منذ نعومة أظافرها، فتخاطب الدنيا من خلالها معبرة عن مدى شوقها وحبها للوطن، فتحكي قصتها كل مرة من خلال لوحة جديدة تبدعها، فيعجز اللسان عن التفسير، ويغرق المتأمل في طوفان من الرسائل والأشواق والحنين وصفحات من كتب التاريخ المختصرة على هيئة لوحة.

المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم وجه دعوة خاصة للفنانة نجية برية لعرض لوحاتها ضمن معرض خاص بها شمل مجموعة كبيرة من آخر أعمالها، مستضيفاً المعرض على مدار أسبوع كامل يمتد حتى يوم السبت القريب.

الفنانة ناقشت من خلال لوحاتها العديد من المواضيع أبرزها قصة العودة للشعب الفلسطيني وحنينه للوطن، الأقنعة الإنسانية، مناظر طبيعية من بلادنا، لوحات تراثية وغيرها…

المعرض حظي بإقبال كبير منذ اليوم الأول لإفتتاحه، إستقبل المعرض خلاله زوار من مختلف الشرائح والأعمار ولاقى إهتمام كبير في أروقة الفنانين والمتابعين وترك إنطباعات إيجابية وتقدير كبير للفنانة وأعمالها.

 

الفنان عادل أبو خليفة: “إنها محاولات للفنانة للبوح ما بين الأماكن والأزمنة”

وفي قراءة نقدية للمعرض قدمها الفنان عادل أبو خليفة الذي زار المعرض وقدم قراءة فنية لما عاينه فقال: “إننا نقف اليوم في معرض فيه محاولات للبوح الروحاني والوجداني الواضح ما بين تعلق الفنانة بالأزمنة وما بين الأماكن، فهي تصف قصة الشعب الفلسطيني تارة على هيئة لوحة للحظة خالدة من حياة شعبنا الفلسطيني وتارة كتصوير لبقعة من بقاع بلادنا الخلابة منحوتة بالروح وبالذاكرة، فالفنانة تعيش هذه الذكريات ما بين المكان والزمان وتعبر عنها بلوحات فنية رائعة الجمال وبالغة التعبير، فحق لنا أن نهنئ زميلتنا الفنانة نجية برية على هذا الإبداع وهذه الريشة الواعدة والمتألقة”.

 

نبذة عن مسيرة الفنانة نجية برية:

الفنانة نجية برية هي إبنة قرية الفرديس، تمتلك موهبة الرسم منذ الصغر، طورت على مدار السنوات موهبتها من خلال دراسة الفنون في كلية منشة ومن ثم دار المعلمين في حيفا، نظمت العديد من المعارض الفنية في البلاد وخارجها، حملت بين طياتها حكاية تهجير الشعب الفلسطيني وعززت الرواية الفلسطينية من خلال تركيزها على إبراز مجال الثقافة والهوية والتراث الفلسطيني.

حالياً تدرس للقب أول في مجال التربية والعلوم الاجتماعية حيث ترغب في أن تستخدم موهبتها الفنية في تعليم الطلاب وتمرير الرسائل من خلال اللوحات والورشات والفعاليات الفنية.

تعمل حالياً على المشاركة في معرض فني كبير يشارك فيه أكثر من 20 فناناً سيقام قبل نهاية هذا العام في طيرة الكرمل، وهي مصرة على أن تتنقل مع لوحاتها لأكبر عدد من البلدان لتصل رسالتها إلى جميع شعوب العالم.

وفي كلمة وجهتها الفنانة نجية برية قالت فيها: “أود بداية أن أثني على جمهور مدينة أم الفحم الرائع والمساند والداعم الذي شارك وحضر وتفاعل مع المعرض، وأبدى إهتمام كبير بأعمالي وتسائل وتأمل.. ومنحوني العزم على المواصة، كما وأود أن أشكر المركز الجماهيري – أم الفحم على إستضافة معرضي الفني لمدة أسبوع كامل، وعلى الدعم والمساعدة الكبير ة التي قدمها لي المركز وأنا سعدني أن أعرض أعمالي الجديدة بالمستقبل مرة أخرى بالمركز الجماهيري، فله ولجميع أفراد طاقمه وإدارته ألف شكر”.

 

 

الاتاحة נגישות