إنطلقت الحافلات صباح اليوم من ساحة المركز الجماهيري تقل طلاب مخيم الربيع وأهاليهم، ومجموعات القيادة الشابة، ومجموعة قمم وهمم وديوان الثلاثاء، طلاب الإلتزام الذاتي، مجموعة من مسني المدينة وشملت العديد من الشرائح من كافة الأجيال. حيث إتجهوا مباشرة إلى أرض اللجون للمشاركة في فعاليات “يوم العودة” التي نظمها المركز الجماهيري – أم الفحم، وقد بدأت فعاليات اليوم بمسيرة من منطقة مفرق اللجون إلى ساحة الفعاليات في أرض اللجون.
وعند وصول المسيرة كان العديد من الأهالي والمشاركين اللذين وصلوا هناك بشكل ذاتي حيث قاموا بإستقبال المسيرة بالورود والأهازيج والأناشيد وصوت المنشد الذي إستقبلهم من بعيد بأنشودة عائدون، وهناك كان بإنتظار الجميع فقرات ومحطات متنوعة تخللت ورشات عمل في تاريخ أرض اللجون، حدودها، مزروعاتها، أهميتها التاريخية والجغرافية كونها تقع على حدود مرج إبن عامر ومدينة حيفا.
وكانت المحطات والورشات كالتالي:
1- تاريخ فلسطين وجغرفيتها – الأستاذ مصطفى إبراهيم خضر.
2- الزراعة والحصاد في أرض اللجون – السيد مصطفى أنيس.
3- الخبز الفلسطيني – الحاجة ام نشأت محاميد.
4- أم الفحم والحكم العسكري – السيد كامل رزق إغبارية.
5- أحداث يوم الأرض – السيد محمد سلامة.
6- العادات والتقاليد والعرس الفلسطيني – السيد إحمد كيوان.
7- القصة الفلسطينية – السيد عدنان عباس.
قد إشترك الطلاب والأهالي على حد سواء في الإستماع ومناقشة المواضيع التي تم عرضها خلال الورشة، وقد نوه جميع المشاركين على أهمية توعية الأبناء وتقوية شعورهم بالإنتماء لهذه الأرض.
كما وقام رئيس بلدية أم الفحم – الشيخ خالد حمدان بمرافقة المسيرة وفعالياتها منذ الصباح الباكر، حيث تجول بين المجموعات وشارك في الإستماع والنقاش الذي يدور في المحطات المختلفة، وساهم في تسليط الضوء على عدد من النقاط التاريخية، الجغرافية والإجتماعية التي ميزت هذه المنطقة وسكانها سابقاً.
وبعد أن إنتهت فقرة المحطات إستمع جميع الحضور إلى كلمة بهذه المناسبة ألقاها الشيخ خالد حمدان – رئيس بلدية أم الفحم الذي أبدى سعادته لما إستمع وشاهد من خلال فقرات “يوم العودة” وأضاف أن المطلوب هو أن نعمل على توعية الأجيال الناشئة على معاني التمسك بالأرض والهوية، التي بذل من أجلها الأباء والأجداد أرواحهم من أجل الحفاظ عليها، وأننا كشعب لا زلنا نصر ونتطلع إلى أن نحيا على أرضنا ووطننا، وأن ننتزع كامل حقوقنا بالرغم من كل المحن والنكبات التي حلت علينا على مدار العقود الماضية، وشدد الشيخ خالد حمدان على أن إستمرار الصمود والتمسك بهذه الأرض يحتم علينا توعية جيل الأبناء للظلم الذي وقع على الشعب والفلسطيني وتعريفهم بأرضهم وتاريخها ولكي ننقل هذه الأمانة إلى الأجيال القادمة.
كما وشكر الشيخ خالد حمدان مجموعات القيادة الشابة التي شاركت في التنظيم والتنفيذ للعديد من الفقرات، وبشرهم بأنهم عائدون إلى هذه الأرض لا محالة، وأن الحق لن يضيع طالما هناك أناس يصرون على إستعادة حقهم الشرعي بالعيش على أرضنا، وأضاف بأننا ولدنا هنا ولسنا كغيرنا ممن جاؤوا على متن السفن والطائرات.
وتلى ذلك كلمة للسيد محمد صالح إغبارية – مدير المركز الجماهيري، الذي رحب بجميع من حضر وشارك في هذا اليوم على أرض اللجون من طلاب، شباب، أهالي وكبار السن، ونوه إلى أن هذه المشاركة التي تمثل جميع الشرائح العمرية إنما هي دليل على أن الجميع لا زالوا متمسكون بالأرض والقضية، وأضاف بأن المركز الجماهيري كان ولا يزال يضع ضمن أولوياته على التركيز على موضوع إدخال القيم التربوية وربط الطلاب بهويتهم الفلسطينية من خلال الفعاليات التي ينظمها المركز على مدار العام. ثم تقدم بالشكر الجزيل لكل السادة المشاركين في تمرير المحطات للطلاب، ولطاقم المركز الجماهيري بجميع أقسامه التي شاركت في عملية التنظيم والتنفيذ لفعاليات هذا اليوم، وألقى بالتحية لكل من لبى من الأهالي لهذه الدعوة وحضر وشارك، وكذلك تقدم بالشكر الجزيل لمحلبة الروحة – معاوية على تبرعها السخي لدعم فعاليات اليوم وتبرعها بالألبان التي تم توزيعها على جميع المشاركين، وأبرق بتحية أيضاً لكل من ساهم وساعد في إنجاح برنامج وفقرات “يوم العودة”.
وعند حلول وقت الغداء، كانت العديد من الوجبات والأكلات الشعبية التي تميز بإعدادها سكان أرض اللجون سابقاً، مثل: خبز الصاج، المناقيش، السليقة والقهوة السادة. حيث تناول الجميع وجبتهم في أحضان الطبيعة الخلابة التي تتميز بها منطقة اللجون.
ثم توجه الطلاب للمشاركة بالفعاليات الفنية المتنوعة مثل: الرسم على الوجه، تلوين العلم وإطلاق البالونات الملونة بألوان العلم الفلسطيني في أجواء اللجون، حيث أشرفت على هذه الفقرات الفنية المرشدة سهام جمال جبارين.
وبعد ذلك تم تقديم فقرة ترفيهة من الزجل الشعبي للفنانة الشعبية ماريا أبو واصل والزجال الشعبي محمد خالد محاميد. الزجل تضمن أبيات من الشعر الذي تحدث عن أحداث النكبة وتهجير الشعب الفلسطيني، ثم تطرق للنشيد لأرض اللجون والعودة بالذاكرة والذكريات للأيام الجميلة التي عاشها أهل اللجون على أرضهم.
كما وتطرقت الزجالة الشعبية لموضوع الأسرى وطالبت بدعمهم على تحقيق مطالبهم ودعتهم للصمود وعدم الإنكسار أمام رغبة السجان. وقام الحضور بالترديد خلفها وإنتظموا في صفوف للسحجة والدبكة الفلسطينية بين أشجار وروابي أرض اللجون.