يعتبر مفهوم تعليم الكبار مفهوم شامل يشمل طرق التعليم المستمر في حياة الإنسان، وزيادة المعارف بمختلف أنواعها بغرض تقويم وإصلاح وتجديد حياته.
من الناحية الإجرائية يمكن تعريف المتعلم الكبير، بأنه الشخص الذى يلتحق طوعا ببرامج تعليمية غير إلزامية . ويدخل في هذا التعريف الأميون الذين يلتحقون ببرامج محو الأمية و المتعلمون الذين يلتحقون ببرامج تعليمية ذات أهداف خاصة بهم .
نحن نعيش في عالم يتميز بالتعقيد والتركيب نظرًا للتقدم المعرفي والتطورات التكنولوجية التي نفاجأ بها كل يوم، ويترتب على ذلك تغييرا في كل مناحي الحياة وظهور الكثير من المشكلات التي لم تكن متوقعة من قبل. وهذا يعنى أن حياة الإنسان وبالأخص حياة الكبار لا تسير على وتيرة واحدة، وإنما يتخللها كثير من التغيرات منها تغيرات في الوظيفة أو العمل أو الأدوار الاجتماعية والأسرية، أو العلاقات الشخصية والعائلية وأيضا في الاتجاهات والمعتقدات وأيضًا التغيرات الجسمية التي تحدث كلما تقدم الإنسان في العمر.
هذا، وإذا كان الإنسان يهدف إلى أن يحيا حياة سعيدة طوال حياته، فلا بد له من محاولة التكيف مع كل جديد في كل مراحل حياته من بداية الطفولة إلى نهاية الشيخوخة. ولكي تحدث عملية التكيف بصورة جيدة فإنه مطالب بالتسلح بالعلم والمعرفة والفهم لكل ما هو جديد، وهذا يعنى أنه دائما في حاجة إلى التعلم من أجل الحصول على المعرفة والفهم والقدرة على حل المشكلات التي تصادفه.