الجماهيري يستضيف “شيخ الجغرافيين الفلسطينيين” ويكرمه خلال ندوة قيمة

إستضاف المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم عصر اليوم (السبت) البروفيسور كمال جبر عبد الفتاح الملقب بشيخ الجغرافيين الفلسطينيين في محاضرة قيمة وذلك ضمن فعاليات مجموعة “الرواية الفلسطينية”  في المركز الجماهيري، والتي تعمل في مجال البحث التاريخي والجغرافي في ما يخص أرض فلسطين بهدف حفظ التاريخ الفلسطيني وتدوينه وتعميمه ليبقى حاضراً في وجدان الجميع.

إفتتح الحفل بنبذة تاريخية حول مسيرة حياة البروفيسور كمال جبر عبد الفتاح وأهم المناصب التي شغلها خلال مسيرته الغنية بالمحطات الهامة قدمها للحضور السيد محمد صالح إغبارية – مدير عام المركز الجماهيري، وعرج من خلالها على عدة محطات:

 

حياته ومسيرة عمله:

ولد ضيفنا الكريم في قرية أم الفحم عام 1943، تنقل في طفولته بين أم الفحم والسيلة الحارثية وخربة الطيبة، عشق منذ صغره دراسة النباتات والأشجار التي تنمو بالمنطقة، درس في السيلة وأنهى المرحلة الإعدادية في مدرسة جنين الثانوية، تلقى تعليمه الجامعي في العاصمة السورية دمشق وتخصص بموضوع الجغرافيا، عاد إلى البلاد وعمل مدرساً لموضوع الجغرافيا في ثانوية جنين، أكمل دراساته العليا وحصل على درجة الدكتوارة في الجغرافيا في ألمانيا ليبدأ بعدها العمل في جامعة بير زيت في العام 1978 حيث شغل فيها عدة مناصب: عميد كلية الأدب، رئيس دائرة دراسات الشرق الأوسط ورئيس لدائرة الجغرافيا بالجامعة. إلى جانب عمله أستاذاً زائراً في جامعات هارفرد، برنستون وغيرها من الجامعات في الولايات المتحدة وألمانيا أيضاً.

 

إنتاجاته، كتبه وأعماله:

  • ساهم في إنجاز أطلس بلاد المشرق وأطلس العالم العربي، وضع خريطة مفصلة للقرى المهجرة والقرى المدمرة خلال النكبة والقرى المسلوبة نشره عام 1983.
  • حائز على جائزة عبد الحميد شومان للشباب العرب في مجال العلوم الاجتماعية.
  • من أوائل المؤسسين لمنهج التاريخ الشفوي العلمي في فلسطين بالتعاوم مع د. توماس ريكس من جامعة جورج تاون الأمريكية.
  • حائز على جائزة دولة فلسطين في العلوم الاجتماعية للعام 1997.
  • حاصل على مرتبة أستاذ شرف من جامعة بيرزيت عام 2014.
  • أصدر العديد من المؤلفات والمقالات التي ناقشت تاريخ وجغرافية فلسطين.
  • يتقن ثلاث لغات هي: العربية، الإنجليزية والألمانية.
  • يلقب بـــ “شيخ الجغرافيين الفلسطينيين”.

 

الشيخ خالد حمدان – رئيس بلدية أم الفحم: “هذا الكم من الخير والعطاء والكفاءات تبعث على الفخر”

ثم كانت كلمة ترحيبية بالضيف العزيز والحضور الكريم ألقاها الشيخ خالد حمدان – رئيس بلدية أم الفحم قال فيها: “إنه لشرف عظيم أن نستقبل الأستاذ والعالم والبروفيسور كمال جبر إبن مدينة أم الفحم بهذا الحضور الكريم الذي يمثل اليوم تأكيداً على رابط في الوجود والمصير لجميع أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع والداخل، مؤكداً أن هذا الكم من الكفاءات والمؤهلات والعطاء والخير الذي يبعث على الفخر والإعتزاز، وهذه اللقاءات والندوات هي فرصة عظيمة للتعرف وإبراز الثراء الذي يتمتع به شعبنا، وأثنى على جهود المركز الجماهيري المتواصلة في تقديم وتعريف الناس بهذه الأسماء اللامعة وإثراء المشهد العلمي والثقافي والأدبي، وختم متمنياً للبروفيسور كمال جبر موفور الصحة والعافية ومثنياً على دوره في العطاء حتى بعد أن خرج إلى التقاعد”.

 

ثم ذكر السيد محمد صالح إغبارية الضيف بجملة كان يرددها زميله ورفيقه المؤرخ الفلسطيني صالح عبد الجواد، والتي يرددها ضيفنا الكريم دائماً وهي: “وإن كنا لا نستطيع أن نسترجع فلسطين (حالياً).. فلتبق فلسطين حية في قلوبنا”، ولذات الغرض قمنا بالمركز الجماهيري بإنشاء وتأسيس مجموعة “روايتنا صح” وأدعو السيد كامل رزق إغبارية مندوباً ومتحدثاً باسم مجموعة الرواية ليرحب بضيفنا الكريم ويقدم لنا نبذة عن مجموعة الرواية الفلسطينية.

 

السيد كامل رزق إغبارية: “فعالية جديدة بهدف حفظ الرواية والذاكرة الجماعية الفلسطينية”

وفي كلمة للسيد كامل رزق – عضو مجموعة “الرواية الفلسطينية” بالمركز الجماهيري بعد أن رحب بجميع الحضور الكريم وبالضيف العزيز قال فيها: “إننا في مجموعة الرواية الفلسطينية نهدف من خلال هذه السلسلة من الندوات واللقاءات والمحاضرات إلى تجميع وتعميم الرواية الفلسطينية، وتعميمها على أفراد المجتمع من خلال الفعاليات اللامنهجية والأطر والفعاليات الشعبية لنحفظ تاريخ وجغرافية فلسطين من الضياع مؤكداً أننا اليوم نرسم خارطة جديدة للوطن يشترك في تشكيلها جميع الطيف الفلسطيني، واعداً بالمزيد من هذه الندوات والفعاليات”.

 

تكريم البروفيسور كمال جبر عبد الفتاح:

ثم تمت دعوة الشيخ خالد حمدان – رئيس بلدية أم الفحم، السيد محمد صالح إغبارية – مدير عام المركز الجماهيري، والسيد كامل رزق – مندوباً عن مجموعة الرواية الفلسطينية ليقدموا درع تكريمي مقدم من المركز الجماهيري – بلدية أم الفحم ومجموعة “الرواية الفلسطينية” للبروفيسور الضيف تقديراً لجهوده المباركة وأعماله وإنجازاته التي حققها خلال مسيرة عمله المثمرة.

 

 

البروفيسور كمال جبر عبد الفتاح: “يسعدني أن أكون في بلدي التي لم تسقط ولم يدخلها الغزاة”

في معرض كلمة الضيف قال فيها: “إنني سعيد اليوم بأن أتواجد بين أهلي وأقربائي في مدينة أم الفحم وإنني أسعدكم بوجودي بأم الفحم البلدة التي لم تسقط ولم تنهزم إبان النكبة، البلدة الشامخة التي بقيت عصية على جيش الغزو حيث كنا بعد النكبة نتنقل من السيلة الحارثية إلى ام الفحم بعد النكبة بحرية ولم يدخل أي عسكري للبلدة”، وفي كلام غاية في النبل والإخلاص والوفاء قال: “في بداية حديثي أود أولاً أود أن أؤكد أن لقب “شيخ الجغرافيين الفلسطينيين” يجب أن يكون من نصيب الباحث والجغرافي شكري عراف الذي سبقني في هذا المجال بعشر سنوات وكان له باع طويل جداً مؤكداً على مدى تقديره لهذا الشخص وابرق له بالتحية من هذا المقام”، وأضاف: “أن ما يميز أرض فلسطين هي عدة عوامل إجتمعت مع بعضها البعض لتشكل فارقاً هاماً يجعلها مختلفة عن باقي بقاع الدنيا، وهي:

التنوع الجغرافي: بالرغم من مساحة فلسطين الصغيرة نسبياً بالمقاربة مع باقي الدول والمناطق بالعالم، تعد فلسطين بلاد صغيرة ولكنها تمتاز بالتنوع التضاريس، المناخات، النباتات وهو أمر لا نجده في دول أكبر من فلسطين بكثير.

التنوع الحضاري: بالإضافة لذلك تتمتع أرض فلسطين بتنوع حضاري غني جداً، فهي تقع في مركز حضاري يحدها من الشرق آسيا والحضارة الإيرانية، منطقة الهلال الخصيب في سوريا والعراق، الجزيرة العربية والحجاز من جهة الجنوب، الحضارة المصرية وشمال أفريقيا من الجهة الجنوبية الغربية مما جعلها تتأثر بكل هذه الحضارات فأصبحت تحمل طابعاً حضارياً متنوعاً وغنياً جداً.

الإستمرارية والشمولية: ميزة أخرى لأرض فلسطين هي التواصل الزمني للحياة والحضارة على ظهرها على مدار ألآف السنين لم تنقطع أبداً، في حين أن غالبية الحضارات الأخرى بالعالم كانت لها فترات إنقطع فيها التواصل الزمني لسنوات وقرون، وهذا الإستمرارية شملت كل مناطق فلسطين بدون إستثناء، وهي تميز ثلاث مناطق بالعالم فقط هي فلسطين، إيران ومنطقة جبال ألأناضول.

التقدم: عدا عن الإستمرارية، تتميز حضارة فلسطين بالتقدم المستمر ولم يسجل في تاريخها تراجعاً حضارياً بل كانت حضارة هذه الأرض تستمر وتتقدم حتى فب فترات الغزو والإحتلال.

التسامح: الشواهد الدينية من مباني وأماكن عبادة لجميع الأديان، من جميع الحقبات والفترات والتي لا تزال حتى اليوم، وهو دليل على مدى التسامح الذي يميز حضارة هذه الأرض، الأمر الذي لا نجده في كل الحضارات الأخرى.

وأكد أنه إستطاع توثيق إسم 40 ألف لموقع أو بلدة أوخربة فلسطينية من أصل 70 ألف، مؤكداً أنه مهتم بجمع باقي الأسماء قبل أن تضيع هذه المعلومات مع التاريخ، مناشداً كل من يستطيع التجند لجمعها وتوثيقها.

 

وفي الختام كانت هناك فقرة قصيرة قام الحضور من خلالها بتوجيه الأسئلة للمحاضر قام بالإجابة عليها.

هذا وسيتم مستقبلاً إستضافة البروفيسور كمال جبر في لقاءات وورشات وفعاليات مجموعة “الرواية الفلسطينية” سيعلن عنها لاحقاً وستكون مفتوحة لمشاركة جمهور المهتمين بهذا الشأن.

 

بحاجة لمساعدة او استفسار؟

الاتاحة נגישות