الجماهيري ام الفحم يختتم معرض الكتاب

الجماهيري ام الفحم يختتم معرض الكتاب
معرض ضخم ومتنوع:
إختتم المركز الجماهيري اليوم (الخميس) فعاليات معرض الكتاب الذي اطلق عليه إسم “نحو جيل قارئ” والذي تم إفتتاحه يوم الإثنين من هذا الأسبوع وإمتد على مدار أربعة أيام متواصلة إستقبل من خلالها ما يزيد عن عشرة آلاف زائر من جميع الشرائح الإجتماعية بالمدينة ومن جميع الأجيال. ووفق التقديرات يٌعد هذا المعرض من أضخم المعارض التي تم إفتتاحها في مدينة أم الفحم والمنطقة من حيث النوعية ومن حيث عدد الكتب والمؤلفات المتنوعة والذي يشتمل  على أكثر من 16 ألف كتاب موزع على 15 مجالاً ليصل العدد الإجمالي للكتب المعروضة إلى أكثر من 2200 عنواناً، منها زاوية كتب الأطفال، كتب تعليمية للأطفال، تربية الطفل، كتب المرأة، أعشاب ونباتات، كتب علمية، زاوية القصص والروايات، زاوية اللغة العربية وعلومها، الشعر والأدب، أدب عربي عالمي، الشعر، تراجم وأعلام، تاريخ وجغرافيا، كتب إسلامية، كتب ترفيهية وتسالي، كتب في الفكر والفلسفة، زاوية العلوم، أهم الموسوعات العالمية، الروايات الشهيرة، زاوية التنمية البشرية، كتب الطبخ والحلويات والعديد من الزوايا والمواضيع التي تهم جميع الشرائح والأجيال والفئات العمرية.

الشيخ خالد حمدان – رئيس بلدية أم الفحم يفتتح المعرض:
وكان قد تم إفتتاح المعرض في حفل مميز حضره رئيس بلدية أم الفحم – الشيخ خالد حمدان وأعضاء قائمة نور المستقبل، حيث قام بقص الشريط وبعدها قام بإلقاء كلمة عبر من خلالها عن سعادته الغامرة لإفتتاح مثل هذا المعرض في مدينة أم الفحم كخطوة أولى خلال هذه المرحلة الجديدة من العمل البلدي، كما وأثنى الشيخ خالد حمدان على القائمين على المعرض لما له من فوائد تعود على جميع سكان المدينة بالخير والفائدة، وشدد الشيخ خالد خلال كلمة على ضرورة المطالعة والقراءة في تقدم الأمم وتطورها، وأن الأمة القارئة هي التي يمكنها أن تواجه المشاكل التي تواجهها وهي القادرة على إجتياز الصعاب بفضل التنور والتعلم الذي يقود الأمم نحو الإزدهار والتطور والرقي. ونوه الشيخ خالد حمدان إلى أهمية تنظيم المعرض وتوفير هذا الكم من الكتب وبهذه الأسعار التي هي في متناول يد الجميع، لكي تعم الفائدة الكبير والصغير.

حضور واعد ومشاركة كبيرة:
وقد شهد المعرض على مدار الأيام الأربعة حراكاً شديداً ومتواصلاً على مدار اليوم قضى فيه رواد المعرض أوقات جميلة وثمينة متنقلين بين الزوايا المتنوعة مبحرين بين الكتب والعناوين والصفحات مستمتعين بالتنقل من كتاب إلى كتاب سابحين في بحور الأفكار والعلوم التي تسمو بالنفوس وتثري العقول، فكانوا كالنحل الذي يحط على الزهور ليختار أجودها رحيقاً وعبقاً ليحملها معه، وهكذا كان زوارنا، يتنقلون من من كتاب إلى كتاب باحثين عما يثير إهتمامهم فيختارون أفضل من يناسبهم ويحملونه معهم ليكون رفيقهم الدائم خلال المطالعة وخلال أسفارهم بين الأفكار والصفحات.

فقرات وفعاليات ثقافية خلال أيام المعرض:
فعاليات يوم الثلاثاء: ندوة ثقافية لإحياء الذكرى 57 لمجزرة كفر قاسم:
وقد تم خلال أيام المعرض القيام بعدد من الفعاليات الثقافية والتربوية الهادفة التي أتحفت الحضور، حيث كان اليوم الثاني للمعرض (يوم الثلاثاء) على موعد مع فعاليات الندوة الثقافية الأدبية التي دار فحواها حول موضوعين إثنين، الأول هو ذكرى مجزرة كفر قاسم حيث قام الشيخ عبدالله بدير، أحد الناجين من المجزرة بسرد احداث المجزرة حيث كان عمره 11 عاما وروى للحضور قصة المجزرة وكيف طلب منه ان يقوم باخبار الفلاحين بقرار منع التجول ، ومن ثم هروبه ووصف كيف عايش الألم واحزان المجزرة التي لا زالت صورها تتردد في ذهنه حتى يومنا هذا، والموضع الثاني هي فقرة أدبية وشعرية قدمها الشاعر خالد إغبارية الذي قرأ قصيدة من تأليفه تتناول المجزرة، ثم قام بقراءة عدد من آخر قصائدة الحديثة من ديوانه  “خيوط العنكبوت”، وقد صدح الشاعر خالد إغبارية وأتحف الحضور ببديع الكلمات وروعة الإلقاء الشعري المميز الذي أسر الحضور وجذبهم سحر المعاني والكلمات المحلقة في أجواء المكان، وقد كانت البداية مع مجزرة كفر قاسم التي راح ضحيتها 49 شهيداً من بينهم الرجال، النساء والأطفال، حيث افتتحت الندوة بوقوف جميع الحضور وقراءة سورة الفاتحة على أرواح الشهداء، ليتم بعدها عرض فيلم وثائقي يروي أحداث المجزرة ويجمع شهادات حية من أناس عاصروا تلك الأحداث وشاهدوها ليروها لنا اليوم بتفاصيلها.

فعاليات يوم الأربعاء – ثالث أيام المعرض، سرد قصة للدكتورة عبلة الفاري:
في ثالث أيام المعرض قامت د. عبلة الفاري – رئيسة المجلس الاستشاري الثقافي الفلسطيني بتقديم فقرة سرد القصص والحكايات، حيث قامت بسرد قصة لمجموعات طلابية لعدد من المجموعات التي قدمت من مدارس اعدادية وابتدائية وروضات اطفال.

وسردت للطلاب قصصاً متنوعة باسلوب روائي مميز لاقى اعجاب الطلاب المشاركين الذين تفاعلوا مع هذه الفقرات وتابعوها بإنتباه وتركيز يستحق الثناء. وبدورها وشكرت د. عبلة الفاري جمهور الطلاب المشاركين على حسن الإصغاء والإنتباه، وعلى المشاركة الفعالة التي أبدوها خلال الفقرات، كما وشكرت المركز الجماهيري على تنظيم مثل هذه الفعاليات الثقافية التي تشجع الطلاب على قراءة القصص والمطالعة. في مقابلة معها ذكرت بانها تفتخر بمدينة ام الفحم وبالمركز الجماهيري لما يقدمه من فعاليات اخرى متنوعة وأبدت إعجابها الشديد بمبنى المركز الجماهيري وأقسامه المختلفة وللطريقة الهندسية التي تم بموجبها بناء قاعة المسرح وغرف الفعاليات، وأضافت قائلة: ” أشعر بأن مدينة أم الفحم تسير في الطريق الصحيح ونوهت الى أهمية الكتاب والقراءة لدى الأطفال، وإلى ضرورة تعليم الطفل على حمل الكتاب والرغبة بالقراءة منذ جيل مبكر لكي نغرس في داخل الطفل حب المطالعة والقراءة وقالت: “لأول مرة اشارك في نشاط أدبي داخل الخط الأخضر مع العلم أنني استضيف العديد من الجمعيات الأدبية من الداخل في منطقة جنين، وأن هذا الأمر يشعرني بالسعادة والفخر.
ويذكر أن د. عبلة الفاري هي من مواليد قرية المنسي قضاء حيفا، أنهت دراستها الثانوية في جنين وحصلت على الدكتوراة في الطب من الجامعة التونسية في تونس عام 2001 م.

وأيضاً من فعاليات يوم الأربعاء – فقرة الحكواتي – عبد الحكيم سمارة:
وفي فقرة اخرى مميزة قام الفنان عبد الحكيم سمارة بدور الحكواتي الفلسطيني التراثي، حيث خرج للطلاب بلباسه التلقيدي الشعبي الذي كان يميز الحكواتي قديماً، وقام بسرد عدد من القصص لجميع الطلاب الذين تم تقسيمهم حسب الأجيال، ولكل مجموعة تم سرد قصة تلائم جيله وطريقة تفكيره، حيث قام الحكواتي بسرد القصة بطريقة فنية تمثيلية ساهمت في جعل الطلاب يستمتعون بسماع القصة ومشاهدة أحداثها في آن واحد.

فعاليات فنية ورسم على الوجوه:
وعلى مدار كل أيام المعرض كان في إستقبال الطلاب كل من الفنانة سهام جبارين، ليلى أبو حسين أبو فرج وصفاء أبو حسين اللواتي إستقبلن طلاب الروضات والمدارس الإبتدائية بفقرات وفعاليات فنية ثم قمن بالرسم على وجوههم الأشكال والشخصيات المأخوذة من بعض قصص الأطفال الشهيرة، وهذا الأمر كان محط إعجاب وإثارة للطلاب، حيث أكدت لنا الفنانة سهام جبارين بأن هذا النوع من الفعاليات هدفه إسعاد الطلاب ورسم البسمة على وجوههم الأمر الذي يشعرهم بالإرتياح خلال تجوالهم في معرض الكتاب ويضفي على الزيارة جواً كرنفالياً تجتمع فيه البهجة والسرور مع المطالعة والتعلم، الأمر الذي يتعلم من خلاله الطلاب بأن القراءة والمتعة يمكن أن يكونا معاً ويمكن للقراءة أن تكون مثيرة وممتعة إذا ما عرفنا كيف وماذا نختار الموضع الذي نطالعه.

ندوة شعرية لكوكبة من الشعراء:
أما مسك الختام لمعرض الكتاب الذي إمتد على مدار أربعة أيام فكان ندورة شعرية كانت غاية في الرقي والإبداع شارك فيها كل من الشاعر مسلم محاميد، الشاعر احمد فوزي أبو بكر، والشاعر أسامة ملحم، الشاعرة مقبولة عبد الحليم ملحم والشاعرة نمارق توفيق هيكل اللذين أتحفوا الحضور بأروع القصائد الشعرية التي كتبوها وجاؤوا ليلقوها على الجمهور الذي حضر ليستمتع بروعة الكلام واللغة العربية حينما تتألق كلماتها وحروفها في أجمل ثوب داخل قصيدة توقظ المشاعر وتحرك الكيان لتأخذ المستمعين إلى عالم آخر جميل بمعانيه. فما كان من الحضور إلا أن وقف ليقاطع الشعراء بالتصفيق الحار الذي دل على مدى الإعجاب بهذه المواهب والأقلام.

 

بحاجة لمساعدة او استفسار؟

الاتاحة נגישות